رسول الله وهداية الخلق
يستهل عبدالله/ صلاح الدين القوصى فى شرح معنى هداية رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلق أجمعين فيقول:
وردت أيات كثيرة فى كتاب الله تعالى بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو السراج المنير ونور المشكاة وأنه الهادى بأمر الله الى الله ( وأنك لتهدى الى صراط مستقيم ) .
ثم نجد الآية الكريمة تقول : ( أنك لآ تهدى من أحببت ولآكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) . ونحن نؤمن بحمد الله أن الهادى هو الله لا شك فى ذلك , والرزاق والشافى والفاعل والقاهر فوق عباده هو وحده جل شأنه العظيم ما فى ذلك من شك والله تعالى جنود السموات والآرض.. ورسلآ للموت .. ورسلآ للرزق ورسلآ للشفاء والله أعلم بعباده.
ولكن لماذا يقول رسوله أنك لا تهدى من أحببت !! ( وما رميت اذ رميت ولآكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلآء حسنا أن الله سميع عليم ) نفى تلاه اثبات تلاه أستدراك !
والآية الكريمة ( أن الذين يبايعونك أنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فأنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما). وأن كانت تختلف بعض الشىء. رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين بالمؤمنين رؤوف رحيم . ليس فى قلب حضرته ألا المودة والرحمه والهدى والحب فهو رحيم بكل المخلوقات , ويحب كل الخلق . وحريص على هدية كل الخلق فلو هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من يحبهم لأ من الخلق أجمعين . ولاكن حكمة الله اقتضت أن يكون فريق فى الجنة وفريق فى السعير وتمت كلمة ربك لآملآن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ما العمل أذا فى خلق الله الذين يحبهم رسول الله ويتمنى لهم الهداية ولم تكتب لهم فى سابق علم الله !!الله سبحانه وتعالى جعل فى قلوب عباده المؤمنين محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وهذه المحبة من الصغير ألى الكبير هى قطار الآيمان ومفاتيح الانوار ألى قلوب المؤمنين من نور قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .فمن أحب رسول الله هداه الله بهدى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . أو قل من أراد الله هدايته وضع فى قلبه حب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومن لم يرد الله له هدى ختم الله على قلبه والعياذ بالله .فأنت يامحمد لن تهدى من تحب فلا تحزن لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين . ولا تحزن عليهم . ولكنك يا محمد تهدى من يحبك أنت . فمن أحبك تهديه أما من تحب أنت فأمره متروك لله ولذلك وعندما يذكر شراح السيرة كيف أنه صلى الله عليه وسلم عندما شرح الله صدره يقولون أن الملائكة قد أخرجت من قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حظ الشيطان !!!. ولست أدرى كيف فات المفسرين والشراح أن النبى نبىء منذ أن كان روحا بلا جسد ..وعندما يولد يكون معصوما قبل البعث وبعدها .فكيف يكون للشيطان حظ فى قلب سيد الآنبياء والمرسلين !!!.
أقول وبالله التوفيق ..كان ما أخرجه الملكان من قلب رسول الله أنما هو حظ الشيطان من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرسول الله لا يعرف ألا الرحمة كما قال تعالى . سواء كان هذا المخلوق أنسا أو جنا أو ملكا أو حتى أبليس , فلو ترك نصيب أبليس من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاختلف نظام الكون كله والله تعالى دبر الكون بحكمته وعلمه .
هل أدركت الآن لم يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين حبهم له ويقول
( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب أليه من نفسه وولده ووالده ) رواه البخارى عن أنس رضى الله عنه.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله تعالى أنك يا محمد يا حبيبى ومصطفاى لن تهدى كل من تحب ولكن تهدى كل محب لك . والله أعلم بمراده .
من كتاب محمد مشكاة الأنوار لعبدالله / صلاح الدين القوصى