ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم

ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول " عبدالله / صلاح الدين القوصى
فلعلي سائلا يسأل فيقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنتقل ألى الرفيق الأعلى وحمايته والتابعون وخير القرون قد أفيضوا الى ربهم وأل البيت المحمدى قد طال العهد بينهم وبين جدهم وأزدادت الفتنة وعم الفساد فأين نحن من هذه الأنوار؟ وأين هذه الأنوار منا ؟
نقول وبالله التوفيق :
ما كان الله تعالى ليخلى اكوانه من ذكرا له حق وأن له بينه ولا تقوم الساعه وعلى الأرض من يقول الله ..الله!
يقول صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعه حتى لا يقال فى الأرض الله .. الله حديث صحيح رواه أحمد ومسلم والترمزى .
فلا تخلوا الأرض ولن تخلوا من موحد وذاكرا لله تعالى وداعى أليه جل شئنه وقد مدح الله هذه الأمة بدعوتهم ألى الخير ونهيهم عن المنكر حيث قال جل شأنه" كنتم خير امة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
فقارئ كتاب الله تعالى والناطق بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلم الناس الفقه والآحكام الشرعية وكل داعية ألى الله ورسوله وكل ناصح لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكل أمر بالمعروف وكل ناه عن المنكر كل هؤلاء هم حمله دعوة الأسلام ويتحدثون بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزاهم عن الأسلام خيرا .
وكذلك كل تقى نقى عابد مخلص ذاكر مسبح لله تعالى هو من حملة ميراث نبوة ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والصنف الأول :هم دعاة علماء بشرعية الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الصنف الثانى : عمال بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يجتمع الصنفان فى رجل واحد فيتم الله عليه نعمته ظاهرا أو باطنا فيكون عالما بشرع الله تعالى وعالما به جل شأنه وليس مقصودنا من هذا التصنيف أن العابد الذاكر الله تعالى قد يكون جاهلآ بالأحكام بل كلاهما الصنف الأول والثانى لا بد ان يكون عالما بحدود الحلال والحرام والسنة النبوية فلا يبتدع ولا يفرط ولكن مقصودنا أن لكل واحد منهما رسالة يتقنها ويدعو اليها فالعلماء بالشريعة يحدثونك بالأسانيد ويفندون أقوال الأئمة وتصانيفهم ويتحدثون بالأراء المختلفة وهكذا .. والعابدون والذاكرون قد يكون لهم باع فى هذه المسائل وأنما هم قائمون بدعوة الناس الى ذكر الله وتقديسه وتربية نفوسهم وعلى أية حالة فالصنفان لا بد وأن يكون لهما ميزان ظاهر فلا يتعدون حدود الله تعالى ولا بد ان يكونوا زهاد فى الدنيا خالصين فى سلوكهم ألى الله تعالى ولا بد أن يكونوا أسوة حسنة وقدوة صالحة فمن أدعى العلم ولم يزهد فى الدنيا ولا يرى انها لا تسوى عند الله جناح بعوضة فما هو بعالم ولا فقية ومن أبتغى منها السمعة والشهرة فى الدنيا فما له عند الله وزن ولا قدر فأنما يطيع هوي نفسه لا غير .
والأعمال بالنيات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كان هجرته ألى الله ورسوله فهجرته ألى الله ورسوله ومن كانت هجرته ألى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته ألى ما هاجر اليه .
وكان الذين يتعرضون للتدريس والتعليم يجازون أو لا من مشايخهم فى هذا الفن الذى يدرسه كلا منهم لتلاميذه فهذا فى تلاوة القرأن الكريم وهذا فى رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك فى الفقه وأبوابه وأخر فى اللغة وفنونها وكلهم يتصل بسلسة مشايخه وأساتذته ألى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالقرأن وتلاوته ألى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحاديث وروايتها ألى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قولا اما فعلا أما تقريرا والتقرير معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأه فأقره ولم يعترض عليه
فالجميع شيخهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنتهى علمهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا ميراثه الذى يعملون فيه وبه وكانوا عليهم رضوان الله يروون الأحاديث النبوية بأسانديها فيقولون حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال أو فعل كذا وكذا ....
وهذا وبالله التوفيق
مقتطفات من كتاب محمد نبى الرحمة
لعبدالله / صلاح الدين القوصى