أخي الكريم، أتدري ستقف بين يدى مَنْ بعد قليل؟؟
ستقف بين يدي الله .... الله الذي هو أجمل شيء في الكون،،
هل أزددت حبًا لله الآن؟؟
إذا زاد حبك لله سيزيد خشوعك في الصلاة ولا شك .. لإنك إذا قابلت من تحب، فلن يكون شعورك كما لو قابلت من لا تشعر بحبه ...وكثيرُ من الناس لا يشعر بمحبة الله أثناء الصلاة، ولهذا فلن يخشع ..أما محبة الله سبحانه وتعالى لحُسن تعاملهفإنك لن تعامل أحدًا في حياتك أسهل ولا أحنّ ولا ألطف من تعاملك مع الودود الرحيم الكريم الحليم ... فأكرم من تعامل هو الله عز وجل ..قال ابن القيم "ويخاطبهم الله بألطف الخطاب ويُسميهم بأحسن أسمائهم، كقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا}، وفي موضع آخر {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ }[الزمر :53] .. فيخاطبهم بخطاب الوداد والمحبة والتلطف والتحنن فيقول الله لهم {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26]"فإذا استشعرت هذا التعامل الرفيع والخطاب الودود من الله في صلاتك .. أحببته ولا شك، وبالتالي لن تكون الصلاة كما كانت فى السابق،،تأمل تعاملك مع الله عز وجل ..عندما تقع في بلاء وضيق .. يُسخر الله لك عبدًا من عباده لينقذك ويفك ضيقك .. فتشكر هذا العبد الذي بعثه الله ولا تشكر من أرسله .. وهو الله سبحانه وتعالى !!بل تُقابل هذا العبد بالبِشر والحب والإحترام .. وتُقابل ربك جلّ جلاله في الصلاة، بالسرحان والغفلة والرغبة في الإنتهاء منها سريعًا !!دائمًا يُرسل إليك الرزق والمال .. فإذا منعك منه إحدى المرات لخيرٍ هو يعلمه، تتسخط وتغضب وتشتكي .. مع إنه خيرٌ لك .. قال تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة :216 ]ولا يزال المتسخِط يتسخط، ولا يزال المُتسخَط عليه يُعطي المُتسخِط .. وإذا أعترف بخطأه بعد كل هذه السنوات من سوء الأدب مع الله تعالى، يقبل الله منه إعترافه وتوبته ..قال النبي صلى الله عليه و سلم "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني] عجيب أمر العباد مع الله .. هو يخلق، ويُعبد غيره .. هو يرزق، ويُشكر غيره ..
النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال الله تعالى: شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله إن لي ولدا وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله ليس يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته" [صحيح البخاري]و مع هذا فإنه يطعم الذى شتمه سبحانه، ويسقي الذي سبه، وإذا مرض عافاه، وإذا أحتاج أعطاه .. وهو الغني ذو الرحمة لو شاء لأمر جنديًا من جنوده بأن يُهلك الأرض بمن عليها .. لكنه صبور، غفور، رحيــــم، كريـــــم ...يقول ابن القيم "مع هذا فلن ييأس العبد من رحمته بل يقول الله : متى جئتني قبلتك، ومتى أتيتني ليلاً قبلتك، وأتيتني نهارًا قبلتك، إن تقربت مني شبرًا تقربت منك ذراعا ، وإن تقربت مني ذراعًا تقربت منك باعًا، و إن مشيت إلي هرولت إليك، ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالي" فهلا أحببتموه إخواني؟؟
إذا إستشعرت ذلك فى صلاتك، فإن صلاتك ستكون شيئًا آخر،،
والله إنا لنستحي من الله تعالى .. وكلما نستحي أكثر كلما يزيد حبنا لله تعالى ..يقول ابن القيم "يستحي الله من عبده، حيث لا يستحي العبد منه .. ناداه الله إلى رضوانه فأبى، فأرسل الله فى طلبه الرسل وبعث معهم الكتب، ثم نزل سبحانه فى الثلث الأخير من الليل وقال: من يسألني فأعطيه، من يستغفرنى فأغفر له " وأنت نـــــــــــائم .. الله المستعان،،
ويقول ابن القيم أيضًا "من عرف الله وعرف الناس آثر معاملة الله على معاملتهم، ومن عرف الله لم يكن شيءٌ أحب إليه منه، ولم تكن له رغبة فيما سواه، إلا فيما يقربه إليه ويعينه على سفره إليه ... وكيف لا تحب القلوب من لا يأتى بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، ولا يجيب الدعوات ويقيل العثرات ويغفر الخطيئات ويستر العورات ويكشف الكربات ويغيث اللهفات ويجيب الطلبات، ســــــــــــــــــــــــواه؟؟ .. فهو أحق من ذُكر، وأحق من شُكِر، وأحق من حُمِد، وأحق من عُبِد، وأنصر من ابتُغي، و أرأف من مَلَك ... هو أجود من سُئل، وأوسع من أعطى، وأكرم من قصد، وأرحم بعبده من الوالدة بولدها"فالله تعالى يُحسن التعامل معنا طوال اليوم .. يُطعمنا ويسقينا ويرزقنا ويعافينا ... وبعد ذلك، لو أخطأنا يغفر لنا إن تبنا و رجعنا ...وأنت حين تقف بين يديه عشر دقائق، لا تُحسِن التعامل معه !!
قال تعالى { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }[الرحمن :60]
ألا ترحم نفسك وتُحسِن الوقوف بين يدي ربك؟؟
فأنت مع الله لا تحتاج سوى أن تقول الله أكبر .. فإذا أنت بين يديه ..
اسأل الله أن يُحسّن وقوفك بين يديه،،