محمد شحاته الادارة
عدد الرسائل : 206 العمر : 47 توقيع : لا الله الا الله محمد رسول الله عدد النقاط : 176285 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| |
محمد شحاته الادارة
عدد الرسائل : 206 العمر : 47 توقيع : لا الله الا الله محمد رسول الله عدد النقاط : 176285 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: رد: حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخميس أغسطس 06, 2009 11:27 pm | |
| ولنتفيؤ معا الظلال الوارفة لهذا المثال الأخير ولنقطف بعضا من ثمار فوائده ولنتذوق جنى عوائده :
1- في هذا الحديث الشريف تشبيهُ المسلم بالنخلة ، وهي الشجرة الطيبة التي ضُربت مثلا لكلمة التوحيد .
قال العلماء : وشبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها , ودوام ظلها , وطيب ثمرها , ووجوده على الدوام , فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس , وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة , ومن خشبها وورقها وأغصانها , فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك , ثم آخر شيء منها نواها , وينتفع به علفا للإبل , ثم جمال نباتها , وحسن هيئة ثمرها , فهي منافع كلها , وخير وجمال , كما أن المؤمن خير كله , من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه , ويواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره والصدقة والصلة , وسائر الطاعات , ... وغير ذلك ، فبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة في جميع أحوالها ؛ وكذلك بركة المؤمن عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته .
والنخلة أصلها ثابت وجذورها ضاربة في الأرض ؛ والمسلم ثابت في عقيدته .
ولا تقتلعها الريح ؛ والمسلم الصادق لا تزلزله أعاصير الفتن ، ولا ترده عن عقيدته شبهات التشكيك والتضليل .
وهي عالية باسقة ؛ وكذلك المسلم يتعالى على النقائص والدناءات ، ويترفع عن المعاصي والسيئات .
وثمرها طيّب ؛ وما يصدر عن المسلم من العلوم والخير قوت للأرواح مستطاب .
وإذا ضربت بحجر عادت على ضاربها بأطيب الثمر ، وكذا المسلم يقابل الإساءة بالإحسان .
ولا يسقط ورقها ، وكذلك المؤمن لا تسقط له دعوة ؛ فهو بين ثلاث : فإما أن يستجيب الله له ، وأما أن يؤخر إجابته لحكمه يعلمها سبحانه ، وإما أن يعوّضه عنها ـ يوم القيامة ـ خيرا منها .
2- وفيه دليل على بركة النخل وما يثمره .
3- استحباب حضور الصغار مجالس الكبار ـ إذا كان لهم تمييز وحسن أدب ـ لتنمو مداركهم ، وتتسع أفهامهم .
4- إعطاء الصغير حق المشاركة في الحديث والتعبير عما يختلج في صدره ، لقول عمر رضي الله عنه :" مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا ؟ " ويفهم منه أنه لو تكلم بذلك لم يمنعه أحد .
5- توقير صغار الصحابة لكبارهم ؛ فابن عمر امتنع من إبداء الإجابة ـ وقد عرفها ـ لئلا يقال بعدُ :" عرفها صبي ولم يعرفها أبو بكر وعمر " وما هذا إلا من قوة فهمه وعظيم أدبه رضي الله عنه .
وفيه تقديم الصغير أباه في القول , وأنه لا يبادره بما فهمه وإن ظن أنه الصواب .
6- وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه , لأن العلم مواهب , والله يؤتي فضله من يشاء .
7- امتحان المعلم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يهتدوا إليه بنفسه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" هِيَ النَّخْلَةُ ".
8- وفيه إشارة إلى أن الممتحَن ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال ؛ لأن فهمه فرع عن حلّه . لقول ابن عمر ـ كما في رواية أبي عوانة في صحيحه ـ :" فظننت أنها النخلة من أجل الجمّار الذي أتى به ". [ والجمّار : هو ما يؤكل من قلب النخل ، ويكون ليّنا ].
9- وفيه إشارة إلى أن الممتحِن ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للمُمتحَن بابا يدخل منه ، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه .
10-وفيه استحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة ,ولهذا تمنى عمر أن يكون ابنه لم يسكت .
وقد بوب عليه البخاري في العلم ، وفي الأدب .
11- وفيه دليل أن بيع الجمار جائز , لأن كل ما جاز أكله جاز بيعه , ولهذا بوّب عليه البخاري في البيوع .
12- وفيه دليل على جواز تجمير النخل , وقد بوب عليه البخاري في الأطعمة ، لئلا يظن أن ذلك من باب إضاعة المال .
13- وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام , وتصوير المعاني لترسخ في الذهن , ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة .
14- وفيه إشارة إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيره من جميع وجوهه , فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجمادات ولا يعادله .
15- وفيه أن الإنسان مجبول (مطبوع )على محبة الخير لنفسه ولولده .
16- وفيه أن الوالد يُسرُّ بنجابة ولده وحسن فهمه ،ويحب أن تظهر فضيلته في الفهم من صغره .
17- وفيه الإشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر رضي الله عنه ؛ لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها .
أنت ترى إلى هذا الحديث الشريف وما فيه من فوائد تربوية وعلمية ، فما بالك بالموروث الهائل الذي جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكم فيه من نفائس العوائد وعظيم الفوائد ، فلنعتصم بحبل الله كما أمرنا الله ، ولنسأل الله أن يرزقنا الفهم عنه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن الفهم في الدين علامة الهداية والرشاد ؛ أخذا من قوله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ". | |
|