محمد شحاته الادارة
عدد الرسائل : 206 العمر : 47 توقيع : لا الله الا الله محمد رسول الله عدد النقاط : 176345 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: ذات الله تعــالى الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 3:30 pm | |
| ذات الله تعــالى اعلم يا أخي , هدانا الله و إياك إلى الحق , أن ذات الله تبارك و تعالى أكبر من أن تحيط بها العقول البشرية , أو تدركها الأفكار الإنسانية , لأنها مهما بلغت من العلو و الإدراك محدودة القوة , محصورة القدرة , و سنفرد بحثا خاصا إن شاء الله تعالى , تعلم منه مبلغ قصور العقل البشري عن إدراك حقائق الأشياء , و لكن يكفي أن أذكرك بما نلمسه الآن من أن عقولنا , من أكبرها إلى أصغرها , تنتفع بكثير من الأشياء و لا تعلم حقائقها , فالكهرباء , و المغناطيس و غيرهما , قوى نستخدمها و ننتفع بها و لا نعلم عنها شيئا من حقيقتها , و لا يستطيع أكبر عالم الآن أن يفيدك بشيء , على أن معرفة حقائق الأشياء لا يفيدنا بشيء , و يكفينا ما نعرف من خواصها ما يعود بالفائدة علينا . فإذا كان هذا شأننا في الأمور التي نلمسها و نحسها فما بالك بذات الله تبارك و تعالى ؟! و قد ضل أقوام تكلموا في ذات الله تبارك و تعالى فكان كلامهم سببا لضلالهم و فتنتهم اختلافهم لأنهم يتكلمون فيما لا يدركون تحديده , و لا يقدرون على معرفة كنهه , و لهذا نهى الرسول عن التفكر في ذات الله , و أمر بالتفكر في مخلوقاته . عن ابن عباس رضي الله عنهما إن قوما تفكروا في الله عز و جل فقال النبي : (تفكروا في خلق الله , و لا تتفكروا في الله , فإنكم لن تقدروا قدره) قال العراقي : رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف , و رواه الأصبهاني في الترغيب و الترهيب بإسناد أصح منه , و رواه أبو الشيخ كذلك , و هو على كل حال صحيح المعنى . و ليس ذلك حجر على حرية الفكر , و لا جمودا في البحث , و لا تضييقا على العقل , و لكنه عصمة له من التردي في مهاوي الضلال , و إبعاد له عن معالجة أبحاث لم تتوفر له وسائل بحثها , و لا تحتمل قوته – مهما عظمت – علاجها , و هذه هي طريقة الصالحين من عباد الله العرفين بعظمة ذاته , و جلال قدره , سئل الشبلي رحمه الله تعالي عن الله تبارك و تعالى فقال : هو الله الواحد المعروف , قبل الحدود و قبل الحروف . و قيل ليحيى بن معاذ : أخبرني عن الله عز و جل ؟ فقال : إله واحد , فقيل له كيف هو ؟ فقال ملك قادر , فقيل له : أين هو ؟ فقال هو بالمرصاد , فقال السائل : لم أسألك عن هذا , فقال : ما كان غير هذا كان صفة المخلوق , فأما صفته ما أخبرتك عنه . فاحصر همتك في إدراك عظمة ربك بالتفكر في مخلوقاته و التمسك بلوازم صفاته . | |
|