مَنّ الله عز وجل عليك بحياة آمنة مُطمئنة، دون أن تخشى على نفسك أو أولادك القتل أو السرقة .. والكثير من الناس قد حُرِموا من هذه النعمة، نعمة العيش في أمـــــان ..فهلا استشعرت نعمة الله عليك؟!
إذا أحببته وزاد حبك له، لجماله ولحسن تعامله ولإنعامه عليك ... ستنتقل إلى شعورٍ آخر دقيق وجميــــــل، وهو ..شعــور الحيـــــــــــــــــاء
فنحن نستحي من الله تعالى، لإنه سبحانه صبورٌ علينا على كثرة معاصينا ...
كان وهيب بن الورد يقول "خفّ الله على قدر قدرته عليك، واستحِّ منه على قدر قربه منك"وذكر ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي) أقوى الأسباب التي تدفعك لمحبة الله عز وجل والحياء منه، فيقول "بل تمكينه عبده من معصيته وإعانته عليه وستره حتى يقضي وطره منها وكلائته وحراسته له وهو يقضي وطره من معصيته وهو يعينه ويستعين عليها بنعمه، من أقوى الدواعي إلى محبته .. فلو إن مخلوقًا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبه عن محبته .. فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته؟ .. فخيره إليك نازل وشرك إليه صاعد .. يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه .. فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولومه يقطع إحسان ربه عنه"يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى التي فقدت ابنها، قد حال البكاء بينه وبين الدعاء .. فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال:"واسوءتاااااااااااه منك وإن عفوت .. واحياءااااااه منك وإن غفرت"
ويقول ابن القيم "ويسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن لا يشغله سمع عن سمع ولا يغلطه كثرة المسائل ولا يتبرم بإلحاح الملحين بل يجب الملحين في الدعاء ويجب إن يسأل ويغضب إذا لم يسأل فيستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه ويستره حيث لا يستر نفسه وبرحمة حيث لا يرحم نفسه"الله عز وجل يستحي منك .. فهل تستحي منه؟!!!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]ومن نحن حتى يستحي الله عز وجل منا؟!!
تذوق مذاق الحيـــــــاء في الصلاة .. وعشّ لذة الصلاة،،