(وكل شئ أحصيناه فى أمام مبين)
يستهل عبدالله/ صلاح الدين القوصى فى شرحه لهذه الآية فيقول :
هى آية فى سورة يس تستلفت النظر طبعا نجد من التفاسير التى لدينا المعنى المراد وهو أن كل شئ عندنا بمقدار نسجله ونحصيه فى أم الكتاب الذى فيه الأقدار والأحداث وما كان وما سيكون والمعنى مقبول مبدئيا فهو حق .
التعبير القرآنى هنا بمسمى " أمام مبين " يستلفت النظر ذلك لأن الاحصاء والتسجيل عادة ما يكون فى الكتب والسجلات وهذه الألفاظ هى التى وردت فى القرآن الكريم عند ذكر الأقدار والتسجيل .
( فأما من أوتى كتبه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (
( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتب )
والتسجيل عادة يكون فى الكتب . سواء لما هو مقدر أو ما يفعله العبد فى أعمال .
أما يكون الأحصاء والتسجيل فى " أمام مبين " فهذا أمر يستلفت النظر .
الأمام هو سيد القوم هو قائدهم ومرشدهم أما أن يكون محلا للتسجيل أو مرجعا للمقادير المكتوبة فلا أدرى كيف ستفهم هذا المعنى .
ولعل فى الحديث التالى ما يعنيك على بعض الفهم ذلك أن كل الأمور المذكورة هى نورانية بحته . ينص الحديث حتى القلم والألواح!!!
وكأن هذا الأمام المقصود فى هذه الآية المباركة هو امام يعرف ويعلم وهو المرجع والأصل لكل الأقدار الجارية قديما وحديثا .
ولعل هذه كانت اشارتنا فى ديواننا المسمى " محمد الامام المبين " فما قصدنا المعنى المتداول عن الأمامة عند الناس ولكن كان قصدنا هو المعنى المذكور فى هذه الآية الكريمة .
هذا وبالله التوفيق
مقتطفات من كتاب مشكاة الأنوار المحمدية
لعبدالله / صلاح الدين القوصى