حيث الضوضاء والبعثرة
حيث يستديم اللغط في النواحي حولنا ليستبيح راحات الهدوء .
راحات تبسط في كل صبح لتكون مع المسافرين في دنيا الشمس والعمل والريح المرسلة جهدا على أرض السعي .
تقف النفس تسائل بلحظة الصدق في فجر أصدق من قطرة ندى على مخملية معطرة :
تقول وقد أناخت برحلها على مفترق طرق , والرواحل تكثر ومع اللغط يضيع الفهم ..حقا يتوه ولا يعرف أي حقيقة تتبع ,
فقد بان المنطق المغلوط وستارة التعود أرخت على النفوس رينا لا يلحظ . وكيف يلحظ !! فقد تعودنا الاجتماع مع اللغط وتعودنا أن لا نفهم إلا بعد لات مندم .
ونمسك بخطام أيامنا ونقودها حيث هم وحيث الكل وحيث الصخب وحيث كل شيء يبعد ويغزو ويفرد لنا جناحيه يسلبنا لدنيا ..
وأي دنيا !
دنيا بكل شيء إلا نفس تطمئن .
دنيا بكل شيء إلا نفس تفهم حقيقة سهلة الرموز لو فقط :
أن العين بالرؤيا تفهم ..
والقلب بالشعور يندم ..
أو الجوارح بالراحات تبسط حيث تجتمع ..
تجتمع مع نجمة في علياء لا تقترب , تقول من هناك درسا قد لا نفهمه ونحن معصوبو الفهم .
تجتمع مع وردة قريبة من أرض تحكي قصة بعبرة فهي التي راشت الثرى أن يضمها فيبعدها عن صخب الأشعة الظهرية وضوضاء الريح وحب الاجتماع مع الغير.
تريد أن تبقى برأسها الصغير هنا قريبة من العتم بعيدة عن النور .
تريد أن تفهم وهي تشتم عبق الأديم سر النفس والخلق .
تريد أن تعرف لم كل ما ابتعدت اجتمعت عليها أوراقها وكلما اقتربت من شمس وريح وبالغت في الاقتراب تبعثرت أوراقها ومات فيها بكل لحظة ورقة تساقط بأسى لتقول قصة كبيرة بكلمات قليلة ..
تقول :
ما أجمل التخلي والبعد
ما أجمل السير في فلاة بعيدة بنفس جوابة تسرج لها رمال خيرة وتعيش حلم الاجتماع .
الاجتماع مع النفس بقلب ذاكر .
الاجتماع مع النفس بدمع ساجد .
قصتها صغيرة بعبرة كبيرة ..
لما تزاح ستارة التعود للدنيا وترسل لنا رؤيا من نافذة الفهم المضيئة ,
نفسرها بيقظة القلب وحده حيث نبتعد عن شوائب الغفلة , وسقطات اللغط , وعفن المراءاة والتمظهر
نفسرها بقولة خفية كأننا نحفز أرواحنا وقلوبنا فنهيب بها بعبارات أن :
تخلى يا قلب لتجتمع فقد تبعثرت أوراقك فابتعد عن الشموس الكثيرة التي تحرق فهمك فتصفر وريقاتك ولا تجد متسعا لكتابة
فأين ستكتب اطمئنان النفس !
وحلاوة القرب !
وخلود المناجاة !
اذا تبعثرت أوراقك مع الكثرة
أو احترقت من لهيب حرارة الاقتراب
فتخلى عن .... لتجتمع مع ...نفسك